حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة 19 تشرين الثاني من كل عام “يوماً عالمياً لدورات المياه”، ليكون مناسبة يتم من خلالها دق ناقوس الخطر، والتذكير بأن أزمة الصرف الصحي والنفايات البشرية، التي مازالت مستفحلة، وتساهم بشدة في نشر الأمراض القاتلة بين البشر لا سيما الكوليرا التي انتشرت مؤخراً، ويعود سببها بالدرجة الأولى لنقص مرافق الصرف الصحي ودورات المياه.
يتسبب نقص مرافق الصرف الصحي بوفاة أكثر من 432 ألف شخص بسبب الإسهال سنويا، مما يعني أن ذلك النقص عامل رئيسي في أمراض مثل الديدان المعوية والتراخوما وداء البلهارسيا، ويموت سنويا 297 ألف طفل دون الخامسة بسبب الإسهال الناجم عن شرب مياه غير مأمونة، أو غياب الصرف الصحي أو قلة نظافة اليدين، ويوجد 1.5 مليار شخص تقريبا في جميع أنحاء العالم مصابون بعدوى الديدان الطفيلية المنقولة عن طريق التربة، والتي يمكن منعها تماما بتوفير دورات المياه والصرف الصحي.
في سوريا يزداد الوضع سوءاً، لا سيما مع اكتشاف حالات “كوليرا” وأهم عوامل انتشاره هو دورات المياه، إضافة لقنوات الصرف الصحي المكشوفة الموجودة بكثرة في مخيمات الشمال السوري، فضلاً عن افتقار ثلث المدارس الابتدائية لخدمات الصرف الصحي والنظافة الأساسية وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة.
عملت جمعية عطاء من خلال قطاع المياه والإصحاح، بالشراكة مع منظمات عالمية على توفير خدمات مستدامة ومنقذة للحياة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية للأشخاص الأكثر ضعفاً، في المناطق المحرومة من خدمات المياه وذات الاحتياجات العالية، إضافة الى المواقع التي يصعب الوصول إليها من أي نظام مياه مستدام، والعمل على تحسين وصول العوائل في الأماكن الوعرة.
وتسعى الأمم المتحدة إلى إيصال الصرف الصحي وجعله متاحاً للجميع، فبحسب الهدف السادس من أهداف الأمم المتحدة للوصول إلى التنمية المستدامة بحلول عام 2030، الذي ينص على توفير دورات مياه آمنة وسليمة، وخفض نسبة المياه العادمة غير المعالجة إلى النصف، عن طريق زيادة إعادة التدوير وإعادة الاستخدام الآمن، لا يُنظر إلى المياه كمورد طبيعي ينبغي إدارته واستخدامه فحسب، بل كحق أساسي من حقوق الإنسان يحق لجميع الناس التمتع به من دون أي تمييز
يذكر أنه وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة يوجد حوالي 70.8 مليون شخص، والذين أرغموا على الفرار من ديارهم نتيجة الحرب والاضطهاد، يواجهون بانتظام عقبات الوصول لخدمات صرف صحي ومياه مأمونة، و17 % فقط من اللاجئين لديهم خدمات صرف صحي مأمونة في الأماكن التي يعيشون فيها، إضافة إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء في العالم لا تستطيع الوصول إلى دورة مياه آمنة.