لم تتردد الطفلة مريم (11 عاماً) النازحة من قرية كنصفرة في ريف إدلب الجنوبي، من إظهار إبداعها في الرسم رغم الظروف الصعبة التي تمر بها عائلتها وحياتها في مخيم كللي 3 المتواجد في ريف إدلب الشمالي.
مريم طفلة مثل بقية الأطفال الذين يحلمون في مستقبل يحقق طموحها، لكنها تختلف تماماً عنهم بسبب بعدها عن صفوف الدراسة وذلك لظروف خاصة بها وبعائلتها، وبسبب عدم قدرة أسرتها على تأمين الاحتياجات الدراسية الخاصة بها.
لكن اختلاف مريم من هذه الناحية لم يمنعها من الإبداع رغم سكنها في قطعة قماشية لا تتعدى 4 أمتار، ولم يمنع ذلك إصرارها عن التعبير بالرسم وصناعة الأشكال والأشغال اليدوية.
تعتمد مريم في أشغالها اليدوية على الأشياء الغير مهمة في خيمتها، لتبدع في إعادة تدويرها وتخرج منها قطع فنية جميلة تعطي رونقا جميلا وتكون ذو فائدة في الخيمة..
أثناء الزيارات الميدانية لفريق الحماية التابع لجمعية عطاء على المخيمات، تم اكتشاف قصة مريم ومعرفة أنها متسربة عن المدرسة وبأنها منقطعة عن التعليم.
حيث قام فريق الحماية بتسجيل مريم في المدرسة والحاقها مع أقرانها في الصف الخامس لتكمل تعليمها وتطور من نفسها عن طريق الدروس التي تقدمها لها المدرسة وجلسات الحماية والتوعية التي يقدمها فريق الحماية للأطفال والعديد من الأنشطة الترفيهية المتنوعة لهم.
ومن خلال تلك الأنشطة تم اكتشاف الموهبة التي تمتلكها مريم بالرسم والأشغال اليدوية وصناعة المجسمات دون وجود أحد ينمي هذه الموهبة ويقوم على تشجيعها ومساعدتها في أعمالها ويقدم يد العون لها كي تطور من نفسها ومن موهبتها.
حيث بدء فريق التوعية العمل على تدريب ومساعدة الطفلة مريم بالتنسيق والتعاون مع أسرتها ومعلمها لتنمية موهبتها وتشجيعها في الاستمرار وتطوير هذه الموهبة، كما أنه تم دعم مريم بتأمين بعض المستلزمات واللوجستيات اللازمة لها.
صنعت مريم العديد من المجسمات والرسومات والأشكال المعبرة والمفيدة بالإضافة إلى أنها وظفت هذه الموهبة بمساعدة والدتها ببعض المجسمات والاشكال للمنزل، وقامت بصنع بعض اللوحات والمجسمات والوسائل التعليمية بمشاركتها في الأنشطة الترفيهية المقدمة للأطفال في المركز.
ولدعم أعمالها أنشئ فريق التوعية بالتنسيق مع مدير المدرسة بإنشاء معرض للطفلة في المدرسة حيث تم عرض الرسومات والمجسمات والأشغال اليدوية التي قامت الطفلة بصنعها. تشجيعاً لها وضمان استمراريتها من أجل تعزيز هذه الموهبة لديها وتحقيق حلمها بأن تصبح فنانة تشكيلية. مما يساهم بزيادة ثقتها بنفسها وتقديرها لذاتها بأنها قادرة على أن تصبح شخص ناجح قادر على تحقيق أحلامه في المستقبل.
والآن مريم هي أكثر انسجاماً مع أقرانها في المدرسة وأكثر حباً للتعلم وتطوير نفسها وإبراز مهاراتها وأعمالها أمام الجميع دون أي تلبك أو خوف وبثقة كبيرة، كما أنها أصبحت تمضي وقتاً مع أقرانها في ممارسة الأنشطة التعليمية والترفيهية داخل المدرسة وتنمية موهبتها في الرسم والأشغال اليدوية.