تفتتح اليوم جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية بدعم من جمعية القلوب الرحيمة وأهلنا في فلسطين 48، مجمع كللي السكني شمال إدلب، بهدف إنهاء معاناة أشد العوائل تضرراً ونقلهم لبيوت اسمنتية قبل قدوم فصل الشتاء، على أمل الاستمرار حتى نقل آخر عائلة من المخيمات إلى بيت يحفظ خصوصيتهم وينهي معاناتهم.
وكانت قد انهت الورش الفنية والتقنية الأيام السابقة، تنفيذ مشروع بناء وإكساء 342 وحدة سكنية بريف إدلب الشمالي، حيث تم تجهيز المجمع بكافة الخدمات الأساسية، من أبواب ونوافذ وتمديدات المياه والصرف الصحي، إضافة إلى البنية التحتية التي توفر الخدمات العامة للمستفيدين.
بينما تستمر الأعمال الإنشائية لاستكمال باقي الخدمات في المجمع، ومن المتوقع الانتهاء من بناء مسجد ومدرسة وسوق تجاري في وقت لاحق، وذلك استجابة للحملة الشعبية التي انطلقت في فلسطين 48 بإشراف جمعية القلوب الرحيمة، ونشطاء من الداخل الفلسطيني، بالتنسيق مع جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية، لتغطية متطلبات الشتاء واستبدال الخيام بالوحدات السكنية التي توفر حياة كريمة وآمنة للعائلات السورية النازحة، علاوة على أنها تعتبر حلاً مستداماً لمشكلة تضرر وتلف الخيم الذي يتكرر في كل شتاء.
ويتطلع الكثير من النازحين في مناطق شمال سوريا إلى العودة إلى قراهم وبلداتهم وأرضهم، فهو الحل الأمثل لإنهاء معاناتهم، لكن مع عدم توفر ذلك، تعمل جمعية عطاء مع شركائها لتوفير أفضل الحلول المتاحة، وعلى رأسها السكن المناسب لهم، من أجل توفير الاستقرار وحياة كريمة وآمنة للعوائل الأشد ضعفا.
يشار إلى أن مشاريع القرى السكنية لم يكن وليد هذه السنة فقد تم افتتاح أكثر من مجمع سكني في مناطق أطمة وجرابلس واعزاز وسرمدا، وجاري العمل على إنشاء تجمعات جديدة.
إلّا أن عدد النازحين يفوق ذلك بكثير، فمناطق شمال سوريا تضم نحو مليوني نازح، بينهم 630 ألف شخص يقيمون في المخيمات، حسب إحصائيات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”، ويبلغ عدد هذه المخيمات 1489 بينهم 452 مخيماً عشوائياً.
ويعد مشروع القرى السكنية من المشاريع الاستراتيجية لدى جمعية عطاء والتي أدركت أهميتها منذ ازدادت موجات النزوح إلى الشمال السوري وبدأت منذ سنوات إنشاء أول تجمع سكني عام 2014 في منطقة أطمة شمال محافظة إدلب ومازلت مستمرة لليوم في سعيها للتخفيف عن أهلنا في سوريا بكل السبل الممكنة..