يحتفل العالم اليوم بالعيد السنوي للطفل، الذي يصادف 20 تشرين الثاني / نوفمبر من كل عام، حيث تزين الشوارع في المدن، ويرتدي الأطفال أزياء جميلة، كما تقام المهرجانات والفعاليات بالمولات التجارية وداخل المدارس، ويقدم الأهل الهدايا لأطفالهم في حفلات عائلية داخل بيوت دافئة وأجواء سعيدة.
يجمع العالم اليوم على اختيار عنوان الاحتفال لهذا العام ” الشمول لكل طفل”، تذكيراً وإحياء للذكرى السنوية لتبني اتفاقية حقوق الطفل، التي توفر مجموعة من المعايير العالمية التي يجب أن تلتزم بها جميع البلدان وتشمل جميع أطفال العالم، بما في ذلك مبدأ عدم التمييز، ومصالح الطفل الفضلى كاعتبار أساسي في جميع الإجراءات المتعلقة بالأطفال، وحق الطفل في التعبير عن آرائه بحرية، وبشكل أساسي حق الطفل الأصيل في الحياة.
في سوريا كل شيء يختلف، يأتي عيد الطفل اليوم في جو بارد وماطر داخل خيام ممزقة، على أبواب فصل الشتاء، يترقبون من ثقوب جدرانها انتهاء المطر، تمسك الأم يد طفلها الرضيع الباردة محاولة تدفئتها، يكبر هنا الأطفال دون أن يتذوقوا طعم الطفولة، فهو محرومون من الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية فضلًا عن الأمان.
يكبر الأطفال هنا قبل أوانهم، ويصبح الولد دون سن الثانية عشر رجلاً يعيل أسرة كبيرة بعد وفاة والده، فتجده يعمل في أخطر المهن، على أسطح المباني وتحت العربات أو مشرداً على أرصفة الطرقات، يترك الأطفال المدارس لعدم توفر مستلزماتها، وتفتك بهم الأمراض وتنتشر الأوبئة بين المخيمات العشوائية، ويقتل العديد منهم في القذائف أو بمعتقلات داخل السجون.
يحاول الأهل بكافة الطرق الممكنة والمتاحة لديهم ترفيه أطفالهم، ففي الصيف يملؤوا صندوق العربات بالماء للسباحة، ويفتتحون داخل خيامهم المخصصة للمأوى مدارس صغيرة لهم، غالبا لا يستطيعوا شراء الهدايا واصطحابهم للملاهي لضيق العيش وعدم توفر العمل، فيصنعون لهم الألعاب من الورق والرسومات المنوعة، كما يلعبون معهم ويحملون أطفالهم على ظهورهم في البيوت أسوة بقاطرات الملاهي، ويداعبونهم، علّ ذلك يوفر لهم جزء من حقوقهم.
عملت جمعية عطاء منذ اليوم الأول بتأسيسها على حماية الطفولة وكافحت عبر طواقمها وبكل طاقاتها للحد من انتهاكات الأطفال والتخفيف من المعوقات التي تحول دون الحصول على حقوقهم كاملة، افتتحت المدارس والمراكز الطبية والمراكز المجتمعية، أنشئت المجمعات السكنية وخصصت مساحات واسعة للأطفال وحدائق وألعاب، إلا أن ذلك لم يشمل إلا نسبة ضئيلة من الأطفال، فالمعاناة لها فترة طويلة والأعداد كبيرة وتفوق قدرة المنظمات الإنسانية.
في سوريا حسب احصائيات الأمم المتحدة، قتل وأصيب أكثر من 13 ألف طفل منذ بداية عام 2011، بينما يحتاج أكثر من 6.5 مليون طفل في سوريا إلى المساعدة الآن، وهو أعلى رقم جرى تسجيله منذ من 11 عامًا، في البلدان المجاورة لسوريا، يعتمد حوالي 5.8 مليون طفل على المساعدة، حيث يعانون من الفقر والمصاعب، وفي العالم يضطر حوالي 250 مليون طفل من الفئة العمرية بين 5 و14 عاما إلى العمل لأسباب مختلفة، بينما يفقد يوميا 22000 طفل حياتهم نتيجة اسباب يمكن الوقاية منها.
فيديوهات ومقالات عن معاناة الأطفال في سوريا :
الطفل محمد البرهوم
الطفل أسامة:
الطفل محمد
ريم الصغيرة :