أمل والعمل الخيري في سوريا.. ثقافة وأسلوب حياة
تذهلك تلك المشاهد، تقف عاجزاً حائراً أمام هول ما ترى وقساوة ما تسمع، في المرة الأولى ينتابك شعور غريب، تشعر بالألم والعجز، فالتأثير الأول لأي حدث في حياة الإنسان لا يشبه تأثيره في المرة الثانية والثالثة، هذا تماماً ما عاشه المتطوعون من شباب وشابات المجتمع مع بداية اندفاعهم لمساعدة الناس قبل اثنا عشر عاماً في سوريا.
في شمال سوريا، يتعامل المتطوعون منذ سنوات مع آلاف القصص القاسية، وتتكرر أمامهم مشاهد الحرب والموت بشكلٍ يومي، قصص وأحداث لعائلات لا تنتهي، ومأساة هنا وهنا يسمعوها ويعيشوها مع أهلها، منهم من يمكن ويحالف المتطوعين الحظ بمساعدتهم، ومنهم من تلهف لحالهم، لكن يحول الواقع المرير دون إمكانية تلبية احتياجهم.
في شمال سوريا، يتعامل المتطوعون منذ سنوات مع آلاف القصص القاسية، وتتكرر أمامهم مشاهد الحرب والموت بشكلٍ يومي، قصص وأحداث لعائلات لا تنتهي، ومأساة هنا وهنا يسمعوها ويعيشوها مع أهلها، منهم من يمكن ويحالف المتطوعين الحظ بمساعدتهم، ومنهم من تلهف لحالهم، لكن يحول الواقع المرير دون إمكانية تلبية احتياجهم.
" دائماً هناك مشاهد أقسى ومعاناة متجددة"
هذا ما عبرت عنه المتطوعة في جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية ” أمل الشيخ” وعاشته في عملها الميداني، فوضع معظم الناس داخل سوريا يعتبر سيئ، إضافة إلى أن الحالة الصحية والاقتصادية والنفسية لمعظم الناس يجعل المتطوعين العاملين في الشمال السوري أمام شعور دائم بالمسؤولية وضغط كبير، يجبرهم العمل بشكل دائم حتى لوقت متأخر رداً على اتصالاتهم وتلبية لاحتياجاتهم الأساسية.
“جبر خاطر رجل كبير أو امرأة، ضحكة طفل بعد مساعدته تكفي لتمحو أثر كل التعب والحزن عن قلوب المتطوعين، الفرحة الحقيقية لدى أي متطوع تكمن حين يرى التغيير في حياة أشخاص كانوا سبباً بتقديم المساعدة لهم خلال سنوات تطوعهم”
تدرك أمل مع كل تلك الظروف، أن الشخص المحتاج لا يحتاج لمن يبكي معه بقدر حاجته لشخص يفهم مشكلته ويقدم له حلاً منطقياً، وهذا ما دفعها للانخراط مع زميلاتها بالعمل التطوعي، فقد “عانيت كثيراً من حالة النزوح والتهجير والقصف ونقص وفقدان المواد الأساسية للعيش، حيث كنت انتقل من منطقة الى أخرى في ريف حلب الغربي والشمالي وتعرض منزلي للقصف وتأذيت انا وعائلتي جراء هذا القصف”.
العمل الخيري هو ثقافة وأسلوب حياة لدى أمل وجميع زملائها وزميلاتها العملات في مختلف المجالات، هو تقديم المساعدة والعون والجهد مِن أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمعِ عمومًا ولأفراده خصوصاً، هو إرادة داخلية وسبيل لازدهارِ المجتمع، وهذا مادفع العالم أجمع لتخصيص يوم للاحتفال بالعمل الخيري وتحفيز الشباب للمشاركة فيه وإظهار أهميته.