يأتي اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام في سوريا، وسط تصاعد القصف على المدنيين في ريفي حلب وإدلب، مما أسفر عن حالات هلع ورعب وحركة نزوح كبيرة، وتسبب اضطرابات نفسية كثيرة لدى عدد كبير من السكان والنازحين هرباً من القصف.
ومع اشتداد وتيرة القصف تتزايد الاحتياجات الإنسانية وتتفاقم المشاكل النفسية، فالكثير من المرضى ومن تعرضوا للقصف أو فقدوا أحد أحبابهم باتوا يعانون من القلق واضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب والذهان، وذلك نتيجة الضغوط النفسية المتراكمة، إضافة للنزوح المتكرر والوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
وتعود سبب كثرة هذه الحالات هو التأخر في مراجعة الأطباء والمراكز المتخصصة، وذلك بسبب الوصمة التي يطلقها المجتمع على مراجعي مراكز وعيادات الصحة النفسية، ما يضطر البعض للجوء إلى علاجات بدائية قد تفاقم الحالة سوءاً، إضافة إلى عدم تشجيع واهتمام أقرباء المريض، ما يؤدي إلى انتكاسة البعض مجدداً حتى بعد أن يتلقوا العلاج.
لذلك تعمل فرقنا على العديد من المشاريع التي تساهم بتعزيز الصحة النفسية، إضافة لتنفيذ عدة أنشطة في اليوم العالمي للصحة النفسية لرفع الوعي بها، فقد أقامت فرقنا ندوة “الصحة النفسية في الأزمات والحروب ” بالتعاون مع الجمعية السورية للصحة النفسية، وجمعية الداعمين السورين، ومستقبل سوريا الزاهر وبيت سلام للاستشارات والتدريب.
كما وأقامت مراكز جمعية عطاء في كل من الباب و أعزاز داخل سوريا، وكلس وأورفا والريحانية في تركيا، العديد من الأنشطة التي شملت الأطفال والأمهات كجلسات توعوية وتوزيع البروشورات، إضافة لإنتاج تقرير مرئي حول الصحة النفسية
تعمل فرقنا منذ بداية حركة النزوح وتفاقم معاناة أهلنا منذ أكثر من 10 سنوات على التصدي لتأثيرات القصف وتخفيف معاناة الأهالي، من خلال مكاتبنا المنتشرة في أماكن مختلفة من سوريا وتركيا، ولم تتوانى يوماً عن تقديم الدعم والمساعدة ومحاولة تلبية احتياجات أهلنا المتزايدة مع طول أمد المعاناة. بالإضافة إلى تقديم خدمات الإيواء والاستشارة من خلال الخط الساخن الذي أطلقناه للاستجابة السريعة للنازحين والمتضررين من القصف.