تحتفل المؤسسات والهيئات الصحية سنوياً، في الرابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، باليوم العالمي لمرضى السكري، وذلك للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود من كل الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، ولإتاحة إمكانية الحصول على العلاج وزيادة الوعي بمرض السكري، وطرق الوقاية منه.
وداء السكري هو مرض من أمراض الغدد الصم يتصف بارتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناتج عن أن البنكرياس لا ينتج كميات كافية من هرمون الأنسولين مما يؤدي الى تراكم السكر في الدم، ويتصف مخبرياً بارتفاع قيمة السكر الصيامى أكثر من 130ملغم/ دل في جسم الإنسان
وبحسب تقرير منظمة الاتحاد الدولي للسكري (IDF) الذي حمل عنوان “أطلس مرض السكري” في نسخته العاشرة، والذي يشير إلى زيادة عالمية مستمرة في انتشار مرض السكري، بأن أكثر من مليون ونصف شخصاً في سوريا تتراوح أعمارهم ما بين 20-79 عاماً مصابون بداء السكري، كما أنه وبحسب الأمم المتحدة في عام 2014 كان 9% من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر مصابين بداء السكري في العالم، وفي عام 2012 كان داء السكري سبباً مباشراً في 1.5 مليون حالة وفاة. ويحدث ما يزيد على 80% من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
تتضاعف معاناة مرضى السكري في سوريا، ويخوض المصابين معركة مضنية في مواجهة المرض، إذ يعانون من آلام المرض وتقلباته، ومن صعوبات في توفير الأدوية اللازمة في ظل القصف والنزوح والتهجير، علاوة عن سوء الأحوال المعيشية وغلاء ثمن الدواء في المراكز الخاصة لعدم توفره في كثير من الأحيان بالمراكز والصيدليات العامة، وبين ذلك كله يقف المريض عاجزاً وحائراً، فهل الأولوية للدواء أم لقوت أولاده ومعيشتهم.
يذكر أن جمعية عطاء قد أعطت أهمية بالغة لمرضى السكري وعملت من خلال برامجها على التخفيف من مرضى السكري بالدرجة الأولى من خلال معايير القبول المتبعة في مختلف مشاريعها، كما وقدمت العديد من الخدمات لهم من خلال المستوصف والمراكز الطبية والعيادات المتنقلة، وتستمر مع شركائها باتباع كافة السبل للتخفيف عنهم، إلًا أن القصف والتهجير وبعدهم عن ديارهم وأوطانهم يبقى الهاجس والمعاناة الأكبر أمام ضعف سبل العيش لديهم وصعوبة توفير الدواء والاستقرار لهم.