حدَّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 31 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، يوماً عالمياً للمدن، كدعوة للاتحاد وتشجيع التعاون الدولي لمواجهة تحديات التحضر والمساهمة في التنمية الحضرية المستدامة على مستوى العالم.
يحتفل العالم اليوم تحت شعار “اعمل محلياً للوصول إلى العالمية” حيث يجتمع مختلف الشركاء والمهتمين المتنوعين معاً لتبادل خبراتهم ونهجهم في العمل المحلي، وما هو العمل الذي نجح وما هو مطلوب لتمكين الحكومات المحلية والإقليمية من إنشاء مدن أكثر اخضراراً وإنصافاً واستدامة.
إلّا أن الوضع في سوريا يختلف، فقد تعرضت معظم المدن للقصف، ودُمرت البنى التحتية وتوقفت المشافي والمستوصفات والمدارس، نزح عنها سكانها بحثاً عن الأمان وتركوا أرضهم وتجارتهم ومصانعهم، شلت الحركة وتوقف الإنتاج وانهارت المدن.
دعت الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للمدن، إلى دعم المدن التي تعرضت بناها التحتية للأضرار، لتصبح قادرة على استيعاب المخاطر، وحفظ حياة الإنسان حيث أنهم عرضة للعديد من المخاطر، لا سيما المخيمات العشوائية في سوريا التي تقع في أماكن مكشوفة وغير مستقرة، وعرضة لتقلبات المناخ والتلوث البيئي.
عملت جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية بالشراكة مع منظمات محلية وعالمية على تطوير حلول تنمية مستدامة للارتقاء إلى الأمام بعد ما تعرضت له المدن والسكان من تهجير وانهيار، وعملت على بناء القدرة على التكيف والاستفادة من رأس المال الاجتماعي للحد من مخاطر الكوارث، وتعزيز المرونة الحضرية في مواجهة التحديات المستقبلية، إلّا أن عودة السكان لمدنهم واستئناف أعمالهم هو الحل الأمثل للارتقاء بالمدن وتعزيز التنمية المستدامة.
يشار أنه في سوريا حسب احصائيات الأمم المتحدة، والتي شهدت أكبر موجة نزوح في العالم حيث وصلت إلى 13 مليون شخص، يحتاج حوالي 5.9 مليون شخص إلى المساعدة من أجل تأمين المسكن الآمن لهم، كما ولد حوالي خمسة ملايين طفل في ظل الحرب والنزوح ولم يعرفوا شيئاً سوى ذلك، إضافة إلى أن هناك 14.6 مليون شخص يحتاج إلى مساعدة إنسانية، ولا يزال الكثيرون منهم يواجهون تحديات تمنعهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.