بضعُ دجاجاتٍ وخيمة لاتصلح للسكن هو اليوم كل ماتملكه أم ياسر التي أُرغمت على الرحيل عن منزلها في ريف معرة النعمان والوصول لإحدى المخيمات العشوائية شمال إدلب.
أمُ ياسر امرأةٌ كبيرةٌ في السنِّ تلوح على قسماتها آيات السنين.. تصف رحيلها القسري عن دارها “بالمرحلة الأصعب اللي عشتها خلال السبعة عقود الماضية”
اهتماهها الكبير بالبيئة وتربية الحيوانات ورعاية النباتات كان شغلها الشاغل في قريتها، ” النباتات والحيوانات هني جنة الأرض لما يكونوا بمحيطك وأنا مافيني عيش إلا بالجنة “.
حتى وإن اضطرت للمضي في رحلة شاقة على امرأة مسنة مثلها، لكنها حملت بضع دجاجات معها في الطريق لتصل أخيراً إلى أرض غارقة بالوحل وخيمة قرب الحدود السورية التركية لاتزال أم ياسر على يقين بأن عودتها لدارها قريبة.. فالجنة التي تركتها لاشك بانتظار رعايتها.
وصل عدد الأشخاص المهجّرين من جنوب إدلب الى 300,000 إنسان، فقط في ديسمبر 2019، بسبب تصعيد القصف الهمجي الذي يستهدف المدنيين في كل مكان في معرة النعمان، أغلبهم من الأطفال والنساء الذين حرموا من أبسط حقوقهم وينتظرهم مصير مجهول يهدد حياتهم ومستقبلهم.
من الواضح أن المجتمع الدولي لا يكترث للانتهاكات المستمرة للقوانين الإنسانية والدولية مثل القانون الإنساني الذي يلزم الدول الأعضاء بحماية السكان المدنييين والنساء والأطفال من الاستهداف في المناطق التي تشهد صراعات أو نزاع مسلح.
شاركونا بنشر قصص التهجير القسري بحق أهلنا في #إدلب ليشهد العالم معاناتهم ولكي لا يتسنى لأصحاب القرار التنصل من مسؤوليتهم في إيقاف هذه الكارثة الإنسانية.
WhatRemainsOfIdlib#