بعزيمة و غصّة.. تعيش الحاجّة “عزيزة” مع زوجها وابنتيها المريضتين وعائلات أبنائها الثلاثة، في بيت صغير مكوّن من غرفتين، وسط احتياجهم لأدنى مقومات الحياة، بعد وصولهم حديثاً إلى قرية كاوركان بمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، إثر القصف المستمر للطائرات الحربية الذي أجبرهم على النزوح من منزلهم الكائن في بلدة عينجارة غرب حلب، إلى بقايا بنايات مهدّمة على أطراف الحدود السورية التركية.
اضطرت الحاجّة عزيزة -60 عاماً- أن تترك خلفها كل ما استطاعت جمعه وترتيبه في منزلها الواسع، وتعب السنين الطوال في تأمين حياة كريمة لأبنائها وبناتها، وترحل مرغمة مع أفراد أسرتها الكبيرة خاليي الوفاض من كل ما سبق، لكن يبقى معها همّة الأم والجدة وحنانهما في آن.
تقوم الحاجّة عزيزة بإعداد الطعام يومياً في قِدرٍ كبيرٍ كقلبها، لتطعم عائلتها التي لم تعتد مثل هذه الظروف الصعبة، وتكون القدوة الحسنة لهم في الإرادة القوية والقلب الحنون مهما شاء القَدر لهم و “الطبطبة قَدْر الإمكان على أكتاف الأهل والأحباب” كما وصفت الحاجّة عزيزة.
وصل عدد الأشخاص المهجّرين من جنوب إدلب وريف حلب مايقارب 300 ألف إنسان، من الشهر الأول من عام 2020، بسبب تصعيد القصف الهمجي الذي يستهدف المدنيين في كل مكان في جنوب إدلب و ريف حلب، أغلبهم من الأطفال والنساء الذين حرموا من أبسط حقوقهم وينتظرهم مصير مجهول يهدد حياتهم ومستقبلهم.
إن القانون الإنساني يلزم الدول الأعضاء بحماية السكان المدنييين والنساء والأطفال من الاستهداف في المناطق التي تشهد صراعات أو نزاع مسلح.
شاركونا بنشر قصص التهجير القسري بحق أهلنا في #إدلب ليشهد العالم معاناتهم ولكي لا يتسنَّى لأصحاب القرار التنصل من مسؤوليتهم في إيقاف هذه الكارثة الإنسانية.
#بقايا_إدلب
#WhatRemainsOfIdlib