مشهد رهيب، أبنية تنهار، ذعر وهلع وصراخ، نساء تحمل أطفالها وتركض، أشخاص يقفزون من النوافذ والناس يملؤون الشوارع حافية أقدامهم، هذا ما حدث فجر يوم الإثنين السادس من شباط لهذا العام، نتيجة الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا.
خمسة أيام مضت على وقوع الكارثة وماتزال للآن مئات العائلات تحت الأنقاض، تحاول فرق الإنقاذ جاهدة من اليوم الأول إزالة الأنقاض وإخراج العالقين تحتها، إلّا أن حجم الكارثة يفوق جميع أمكانيات الفرق والمنظمات الإنسانية المحلية، فقد تجاوز عدد المنازل المدمرة كلياً منزل،400 والمنهارة جزئياً أكثر من 1300، إضافة لآلاف المنازل المتصدعة التي يجب إخلاؤها فوراً.
استنفرت فرقنا في جميع مكاتب جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية منذ اللحظة الأولى مع فرق الدفاع المدني ومتطوعي الإنقاذ، للمساهمة بإنقاذ آلاف العالقين تحت الأنقاض، ومساندة الفرق العاملة بكافة الإمكانيات المتوفرة، حيث تم توزيع الوجبات والوقود لفرق الدفاع المدني، وتم إنشاء العديد من مراكز الإيواء في مناطق مختلفة من شمال سوريا وتجهيزها بكل ما يلزم، بهدف إخلاء المنازل المتصدعة وتكون مأوى مؤقت لمن فقد منزله أو تصدع.
استقبل مستوصف عطاء العديد من الإصابات منذ الساعات الأولى وتوجهت العيادات المتنقلة إلى أماكن الدمار ومراكز الإيواء، لتقديم الإسعافات الأولية والاستشارات الطبية والأدوية لمن يتم إخراجهم، وللمقيمين بأماكن الإيواء للتخفيف من معاناتهم والمساهمة بإنقاذ حياتهم، كما تم تقديم المواد الطبية والاغطية على بعض المشافي شمال سوريا.
تابعت فرقنا أنشطتها بنقل العوائل المتضررة لمراكز الإيواء، وتوزيع السلال الإنسانية والمساعدات الغذائية والوجبات للمتضررين من الزلزال في مراكز الإيواء، إضافة لتوزيع الأغطية والفرش والمدافئ ومواد التدفئة، فقد رافق الكارثة الإنسانية نتيجة الزلزال منخفض جوي بارد جداً في مختلف مناطق سوريا مما زاد المعاناة للكثير من العوائل نتيجة فقدان المأوى.
تحاول فرق الإنقاذ والمنظمات الإنسانية جاهدة، بكل طواقمها وإمكانياتها إنقاذ العالقين ومساعدة المتضررين وإيواء النازحين الذي افترشوا الأرض، لكنها تقف عاجزة أمام هول الكارثة، الإمكانيات محدودة وحجم الكارثة كبير جداً تعجر عنه دول وتحتاج لأيام كي تستطيع إزالة الأنقاض وإنقاذ العالقين.
وجهت جمعية عطاء والعديد من المنظمات والمؤسسات الإنسانية نداء استغاثة لكافة المكونات الإنسانية، العربية والعالمية، لمساندة الشمال السوري في الكارثة التي تعرض لها، وأعلنوا أن الشمال منطقة منكوبة، وأطلقوا حملة للتبرع باسم #فزعةللشمالالسوري، إلا أن الاستجابة ما تزال محدودة والناس ما يزالون في العراء مع موجة البرد القارس التي تمر على سوريا، إضافة لوجود المئات تحت الأنقاض.
ومع مرور الأيام يزداد الوضع تعقيداً، آلاف العائلات بلا مأوى نتيجة تصدع بيوتهم، ومئات العائلات فقدو كل شيء، أهلهم وأطفالهم وبيوتهم وأموالهم وكل ما يملكون، دمار هائل في البنية التحتية، توقف عمل شبكات المياه والصرف الصحي في بعض المناطق، إضافة لفيضان نهر العاصي مؤخراً نتيجة الزلزال والذي خلف معه كارثة جديدة هجرت مئات العائلات من بيوتهم.
يرتفع عدد من فقدوا أرواحهم بوتيرة سريعة جداً، فقد تجاوز عددهم بحسب آخر إحصائية للدفاع المدني السوري لأكثر من 2166 حالة وفاة، وأكثر من 2950 مصاب، بإحصائية غير نهائية فما تزال هناك مئات العائلات تحت الأنقاض، حيث تستمر عمليات المساعدة بإمكانيات محدودة وسط ظروف صعبة في مناطق مختلفة شمال سوريا.
للمزيد.. بإمكانك مشاهدة الفيديوهات:
زلزال سوريا – مستمرون بالعمل بكل إمكانياتنا المتاحة لتخفيف آثار هذه الكارثة