اهتمت هذه الدراسة بالآثار النفسية التي تعاني منها المرأة السورية بعد التحرر من الاعتقال. ولذلك تم العمل على أبعاد الصحة النفسية التي تؤثر عليها من خال تصميم مقياس تم تحكيمه علميا والتحقق من صدق وثبات لمقياس. وقد وجد أن للصحة النفسية أبعادا ست ارتفاعها يدل على ارتفاع الأذى في هذا البعد، وهي الأبعاد الذهني، والجسدي والشعور بالذنب والبعد الصدمي والبعد الذاتي، وفي المقابل البعد الروحي وبعد جودة الحياة ارتفاعها يدل على ارتفاع في الصحة النفسية. وقد أثبتت الدراسة أن البعد الذهني والروحي والشعور بالذنب يؤثر على جودة الحياة، بينما البعد الصدمي والبعد الانفعالي والجسدي لا تؤثر على جودة الحياة بشكل مباشر.
وقد أثبتت الدراسة أن العلاقات الاجتماعية تؤثر بشكل مباشر على التعافي من الآثار النفسية للاعتقال، وأنه توجد خمس أنواع من العلاقات الاجتماعية وهي علاقة العار والشفقة والدعم والتكيف والأذى، وأنه في حال كانت العلاقة داعمة عند الخروج من المعتقل فإن فرص التعافي تكون أكبر، وقد تلجأ بعض المحررات إلى العلاقات التكيفية لتخفيف من آثار الاعتقال عليها.
بينما علاقات الشفقة والأذى والعار فهي علاقات تترك آثارا تستمر لسنوات بعد التحرر.
وقد تم دراسة أثر برامج التدخل العلاجي على تحسن الصحة النفسية للمحررة، والنتائج إيجابية بشكل كبير إذ تشير إلى أن البرنامج العلاجي ساعد برفع الصحة النفسية للمحرر رغم وجود تحديات وصعوبات. وقد كان التحسن الأكبر في البعد الذاتي ثم الانفعالي ثم الجسدي وبعد الشعور بالذنب. والارتفاع بالبعد الروحي كان قليل نسبيا لأسباب متعددة.