انقشع غبار الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من تركيا وسورية، وظهر حجم الدمار الذي أصاب المدن والأرياف، وكان الخاسر الأكبر كما في كل مرة هم الأطفال، نجا الكثير منهم من الموت تحت أنقاض الزلزال، لكنهم فقدوا عائلاتهم، أهلهم وأخوتهم وزملائهم، فقدو بيوتهم، والبعض منهم فقد كل ما يملك.
آلاف الأطفال في سوريا أصبحوا أيتاماً، فمنهم بسبب الكوارث الطبيعية، وآخرين بسبب ما تعرضوا له من تهجير وتشرد ومعاناة وقصف، فهم من أكثر أفراد المجتمع هشاشة وضعفاً، وغالباً ما يكونون في مواجهة الجوع والأمراض والاستغلال والحياة في حلقة مفرغة من الفقر تكاد ألا تُكسَر أبداً.
أغلب هؤلاء الأيتام يعانون نقصاً حاداً في احتياجاتهم الأساسية، وفي مقومات الحياة الضرورية، بفقدهم آباءهم فقدوا مصدر دعمهم وسندهم المادي والنفسي، واصبحوا أضعف وأقل حيلة، هذا الضعف لا يؤثر عليهم وعلى دائرتهم الصغيرة فقط، بل يتعدى ذلك ليؤثر على محيطهم ثم على المجتمع بأكمله، لذلك تغدو كفالة يتيم واحد تعني أنك تبني رجلاً يقوم بأسرة ويبني مجتماً فيما بعد، لأن هذه الأسرة ستصبح فاعلة في مجتمعٍ يحتاجها لاحقاً.
ندرك في جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية أن الرعاية الشاملة لليتيم (كفالة يتيم شاملة) تؤمن ما يلزم الأيتام ليعيشوا وأمهاتهم بكرامة وعزة نفس، لأن الاحتياج يبدأ عند أضعف حلقة وهو الطفل اليتيم، ثم يمتد ليشمل كافة أفراد الأسرة بما فيها الأم التي تحمل هموم العائلة بكل تفاصيلها، لتشكل هذه الأُسر معاً فئة كبيرة في المجتمع، ورعايتنا لهم مع الوقت تشكل فرقاً كبيراً في بناء المجتمع وقوّته.
بدعمكم ومساندتكم استطعنا أن نتكفل اليوم ٦،٩٨٢ يتيماً داخل سوريا وفي تركيا، كما أننا نقوم بتأمين الاحتياجات الأساسية لقسم كبير منهم، بما في ذلك الغذاء والمأوى والصحة والتعليم، واستطعنا مساندتهم ليستطيعوا مواصلة حياتهم بشكل سليم، ونيل الشهادات الجامعية أو المهنية التي تساعدهم بالاعتماد على أنفسهم ومساعدة أسرهم.
كما نقوم في العديد من الاستثمارات والبرامج لكفالة الأيتام، فمن خلال مشروع وقف الإحسان للأيتام وهو عبارة عن أرض مزروعة بشجر الجوز، نقوم بكفالة وبتلبية احتياجات العديد من الأيتام، كما أن لدينا برامج دورية لكسوة الأيتام وتقديم الأنشطة الترفيهية والتوعوية لهم بما يساهم بتخفيف شعورهم بالفقد والحرمان لأهلهم.
يعمل قسم كفال الأيتام في جمعية عطاء على تلبية جميع احتياجاتهم، إلى أن يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم، كما نحرص على أن ينشؤوا وفق الثقافة المحلية للمناطق التي ينتمون إليها.