أطلقت جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية مشروع دعم الثروة الحيوانية في مدينة إدلب والقرى المحيطة بها، لتقديم التوعية والإرشادات في مجال الخدمات الطبية البيطرية الخاصة بمربي المواشي، بدعم من جمعية قطر الخيرية، ويستمر المشروع تسعة أشهر.
ويهدف مشروع الثروة الحيوانية بحسب مسؤوله الطبيب البيطري “خالد الكيلاني” إلى دعم صمود مربي المواشي والمزارعين في مواجهة ظروف الحرب القاسية لتحقيق سبل العيش المستدامة.
وأضاف الكيلاني أن المشروع سيقدم دعماً لمرابي المواشي من خلال توفير الأعلاف والخدمات الصحية البيطرية عبر العيادة المتنقلة بالأضافة لتقديم القاحات لتحصين المواشي من الحمى القلاعية والجدري والتسمم الغذائي (انتروتوكسيميا )، بالإضافة إلى ضمان حصول الماشية على احتياجها من العناصر الغذائية المختلفة من ( أعلاف، طاقة، بروتين، أملاح معدنية وفيتامينات).
ويساهم المشروع في المحافظة على دعم قطاع الثروة الحيوانية في الشمال السوري واسترجاع الأصول المنتجة، كما ستعزز الصحة العامة للمواشي إلى إنتاج الغذاء من الحليب واللحوم، مما سيزيد من إنتاجية السوق المحلي، حيث تعتبر منتجات الثروة الحيوانية مصدراً هاماً للعديد من الأسر الفقيرة في تعزيز العيش والتغذية في هذه المنطقة التي تعاني من النزوح والفقر.
وقال الكيلاني إن مشروع الثروة الحيوانية يتخلله عدة أنشطة (توزيع 500 طن من الأعلاف، تقديم خدمة اللقاح إلى 30 ألف حيوان، تقديم خدمة مكافحة الطفيليات الداخلية والخارجية إلى 30 ألف حيوان، توزيع وتنصيب 10 وحدات من أجل إنتاج غاز الطبخ من روث الحيوانات، إضافة إلى إنشاء مخبر بيطري لدعم الاطباء البيطريين في تشخيص الامراض المعدية وتحديد المضادات الحيوية المناسبة، حيث يعتبر هذا المختبر الأول من نوعه في الشمال السوري).
وأشار المسؤول عن المشروع إلى التحديات والصعوبات التي تواجه المربيين تتلخص في أرتفاع اسعار الاعلاف والادواية، وتقلص المساحات الرعوية نتيجة المعارك العسكرية الممتدة على مساحات واسعة من الأراضي، وارتفاع تكاليف التربية نتيجة تقلص مساحات الرعي والأوضاع الاقتصادية السيئة وفقد العملة السورية لقيمتها مما ادى إلى قلة أسعار المنتجات الحيوانية والتي تسببت في ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم توفرها في معظم الأحيان، وعدم توفر التقنيات الصحية الخاصة في تشخيص الأمراض الحيوانية الحديثة، إضافة إلى عدم وجود مأوى مناسب باالحيوانات، وقلة الخدمات البيطرية لدعم الماشية كالعلاج واللقاح، وصعوبة تأمين مياه للشرب.
وقال محمود جاسم المحيميد، النازح من ريف حماة إلى قرية سنبلته في ريف إدلب “بعد أن شملني المشروع وجدته أفضل بكثير من المساعدات المالية، لما يقدمه من مردود مالي وغذائي للعائلة على المدى الطويل، إضافة إلى تقديم الرعاية الكاملة للأغنام من قبل الاختصاصيين، وأعطائنا الارشادات عن كيفية تربية الأغنام والتعامل معها، وشرح الأمراض التي تتعرض لها الأغنام، وأنواع اللقاحات التي يتوجب تلقيحها بها”.
وأضاف المحميد أنه يشعر بالأمل في تحسين وضعه المعيشي، من خلال توفير المال اللازم لشراء الأعلاف والرعاية البيطرية وإعالة أسرته.
يذكر أن جمعية عطاء نفذت العام الفائت مشاريع تنموية مستدامة لتعزيز صمود المستفيدين، ويعتبر قطاع الثروة الحيوانية من أهم القطاعات التنموية التي تساهم في تحسين الأمن الغذائي للعائلات المستضعفة في الشمال السوري، حيث ان المشروع استفاد منها أكثر 5,000 آلاف مربي، وقدم المشروع 499 طن من الاعلاف المركبة للمواشي، ووفرة الخدمات البيطرية من (لقاحات، وأدوية طبية وأستشارات تقنية) لإكثر من 300 الف حيوان، وكان لهذه الأنشطة دور فعال وكبير في الحفاظ على البيئة والصحة العامة والثروة الحيوانية.
وتعمل جمعية عطاء على تصميم عدة تدخلات لدعم وتطوير قطاع الثروة الحيوانية وستطلق مشروع نوعي اخر خلال عام 2021.