تغيب هذه المناسبة عن كثير من النساء في سوريا، فالمرأة هنا بالكاد لديها الوقت لتطعم أطفالها، تعيش مرارة القهر والتشريد والنزوح والموت في أوضاع توصف بأنها كارثة القرن، وزاد ذلك الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا، فثمة العديد من العائلات تقضي ليالٍ طوال دون أي شكل من أشكال المأوى المؤقت في البرد وظروف الحياة القاسية، في الشوارع وتحت الأشجار وفي خيم مؤقتة.
تعمل “فاطمة حمادة وهي عاملة حماية في جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية” مع النساء والأطفال منذ فترة طويلة، أدركت منذ اللحظة الأولى لوقوع الزلزال حجم الكارثة التي ممكن أن تكون على النساء والأطفال بشكل خاص، وأن فرق الإنقاذ والطوارئ تحتاج بينها لمن يستطيع التعامل مع النساء وتلبية احتياجاتهن في هذه الكارثة المفاجئة.
وعن أثر الزلزال والكوارث على النساء تقول حمادة ” كانت يوم شتاء ماطر وبارد، والكثير من النساء يقفن على أعتاب ركام منازلهن بحالة يرثى لها، ينتظرن فرق الإنقاذ أن تخرج ولدها أو زوجها من تحت الأنقاض، كان مشهد مريع، والعديد من العوائل مشتتة هنا وهناك لا تعرف ولدها أو زوجها أين، أهم تحت الأنقاض أم لاجئين بأماكن قريبة”
حاولت “فاطمة” التخفيف عن النساء والعمل على لم شمل العوائل المشتتة بعد الكارثة، سارعت وانضمت لفرق الطوارئ التي شكلتها عطاء وساعدت ببناء الخيم جانب الأنقاض لتكون مأوى مؤقت للناجين وينتظرون من يخرج ذويهم من تحت الأنقاض، تجولت بين الخيام وفي مراكز الإيواء للتخفيف من ألم النساء ومواساتهن إثر الصدمة التي تعرضن لها، كما ولبت جزء من احتياجاتهم بالمساعدة في تقديم السلال والمنظفات والمعاطف والوجبات لهن.
كانت النساء والفتيات النازحات واللاجئات في وضع ضعيف للغاية قبل الزلزال والآن قد دمرت منازلهن وسبل عيشهن، فالنساء والفتيات غالبًا ما يعانين أكثر من غيرهن أثناء حالات الطوارئ الإنسانية، لا سيما النساء الحوامل فهن معرضات لخطر حدوث مضاعفات إذا لم يستطعن الحصول على الرعاية الطبية التي يحتجنها في مثل هذه الظروف القاسية.
عملت جمعية عطاء بكل استطاعتها لدعم المرأة والحد من معاناتها، والتخفيف مما تعرضت وتتعرض له، فأطلقت العديد من البرامج والمبادرات ومنها “مبادرة لأجلها” بحضور نخبة من العاملين بالمجال الإنساني، بهدف الوصول للتوازن النفسي والاندماج والتمكين الاجتماعي والاقتصادي، وتقديم الكفالات لهن إضافة إلى دروس ومحاضرات تربوية، لاستكشاف قدراتهن في عالم الأعمال وتوفير فرص العمل لهن.
يذكر أنه في سوريا وحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فإن 80٪ من النازحين هم من النساء والأطفال، وحوالي 25.000 من النساء حوامل، وفي وقت الأزمات، هذه النسب تزداد، وإن النساء تكون أكثر عرضة لمواجهة انعدام الأمن الغذائي. علاوة على ذلك، فإن واحدة فقط من كل 10 نساء يطلبن المساعدة عند الإساءة إليهن.