بدأت جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية عملها بتقديم السلال الغذائية منذ أكثر من 10 سنوات، وذلك مع اشتداد وتيرة القصف ونزوح آلاف العوائل تاركين خلفهم أعمالهم وأرضهم وأوطانهم.
ومع طول أمد النزوح وازدياد حجم الاحتياجات وتفاقم الأوضاع سوءاً، واتساع الفجوة بين المتاح والاحتياج، ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا بنسبة 70٪ ، وزادت نسبة البطالة وتضاعفت معدلات الهجرة بحثا عن سبل للحياة، وتوقفت المدارس وزاد عدد المتسربين، إضافة إلى تضاؤل الثروة الحيوانية بسبب عدم توفر المكان وكثرة النزوح والترحال، مما زاد الفجوة بين المتوفر والاحتياج بشكل مخيف وكبير جداً، وتضاءلت فرص العمل، ووقف الشباب والكثير من الأسر عاجزين أمام متطلبات الحياة اليومية للبقاء على قيد الحياة.
زاد الأمر سوءاً هذا العام مع تجدد القصف، وظهور موجات نزوح جديدة، مع تخوف الأهالي وحالة من الهلع والخوف وعدم الاستقرار، وتضاءلت قيمة العملة المستخدمة بشكل ملحوظ وارتفع أسعار المحروقات على أعتاب فصل الشتاء، مما أدى لارتفاع سعر الخضار والخبز والكثير من المواد المرتبطة به، وبات أكثر من 12 مليون سوري لا يعرفون من أين ستأتيهم الوجبة التالية من الغذاء، و2.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع، وذلك حسب بيان لبرنامج الأغذية العالمي.
عززت عطاء من أنشطتها، فقامت بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي(WFP) والمنظمة الدولية للهجرة (IOM) بتوسيع عملها منذ عام 2018، وساهمت عبر مكاتبها المنوعة بتقديم المساعدة للعائلات الأكثر احتياجاً في مناطق متعددة بريف إدلب، وريفي حلب الغربي والشمالي، حيث يتم توزيع قرابة 53 ألف سلة غذائية شهرياً، مكونة من سكر وحمص وزيت وملح و15 كيلو طحين يوزع على شكل خبز جاهز للمخيمات وعلى شكل طحين ضمن القرى.
عملت البرامج والمشاريع المنفذة من المنظمات الإنسانية مجتمعة بمنع الوضع من الانهيار وخففت المعاناة، لكنها لم تستطيع من تلبية حوائج العائلات، لا سيما بعد أن أصبح التوزيع كل شهرين مع بداية الشهر الثامن لهذا العام بعد أن كان مرة واحدة كل شهر، أضف إلى أن معظم العائلات قد خسرت أرضها وبيوتها، وباع المزارعون المواشي لفقدهم أرضهم، كما تركوا مصانعهم ومهنهم بعد فقد رأس المال، وأصبح المصدر الوحيد لدخل معظم هذه العائلات هي المساعدات الإنسانية. تعمل جمعية