عام مضى على الزلزال ومازالت ذكراه خالدة في أذهاننا، أحداث مرعبة ومشاهد مؤلمة تحكي هول ما حدث، أيتام فقدوا أهلهم، وعائلات فقدت معيلها، ومنازلها وممتلكاتها في فصل الشتاء البارد
ضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، شمال سوريا وجنوب تركيا فجر السادس من شباط/ فبراير من العام الماضي، مخلفاً آلاف الضحايا والمصابين، انهارت مئات آلاف الأبنية فوق رؤوس ساكنيها، وعلقت آلاف العائلات بأطفالها تحت أنقاض منازلها المدمرة، في كارثة هي الأسوأ بالمنطقة منذ عقود
صراخ وهلع وخوف، أصوات مرعبة كانت كفيلة بتخليد ذكرى قاسية في نفوسنا، نساء وعائلات افترشت الأراضي وسط فصل الشتاء البارد، أطفال تشردوا بحثاً عن أهلهم، أحداث كأنها القيامة برهبتها، جعلت الناس يهيمون على وجوههم فلا مكان يأويهم ولا خبر عن مفقود يواسيهم.
سارعت فرقنا للتدخل الفوري والفعال للتخفيف من الآثار الوخيمة الذي نتجت عن الزلزال، لمساندة الأهالي ومواساتهم، وجمع شمل عائلاتهم، قدمت الدعم لفرق الإنقاذ والإسعافات الأولية للمصابين عبر العيادات الصحية المتنقلة، أنشأت بشكل عاجل مراكز الإيواء التي تجاوز عددها 2200 خيمة و300 مأوى مسبق الصنع، وساهمت بإخلاء الأهالي من تحت الأمطار وصقيع الشتاء إلى مراكز مؤقتة للتخفيف عنهم.
كما قامت فرقنا الميدانية بتقديم التدخلات الغذائية الضرورية عبر توزيع أكثر من 50ألف سلة غذائية و44 ألف وجبة غذائية و100 ألف ربطة خبز، وبشكل عاجل وزعت أيضاً المواد الغير غذائية للمراكز المؤقتة والمتضررين من الزلزال المنتشرين في نقاط الاستجابة، حيث استفاد منها أكثر من 19000 الف عائلة في سوريا وتركيا
مع طول أمد الكارثة وانعدام الحلول
انتقلت فرقنا عبر مكاتبنا المنتشرة في سوريا وتركيا لحلول طويلة الأمد، عبر تدخلات المأوى بما فيها ترميم المنازل الذي بلغ عددها 1500منزلاً، وتقديم المساعدات النقدية التي تجاوزت 390 الف دولاراً، وتدخلات المياه والاصحاح عبر تقديم 1400 متر مكعب من المياه ومشاريع الاصحاح، والتدخلات الطبية وتدخلات الحماية عبر مراكز عطاء الطبية ومراكز الأطراف، كما قدمت كوادرنا أنشطة الدعم النفسي إلى 1448 مستفيداً من المتضررين من الزلزال.
وصل العدد الإجمالي للمستفيدين من استجابتنا للمتضررين أكثر من1٫819٫227 مستفيداً بكافة المجالات، لكن حجم الكارثة كبير والمعاناة مازالت مستمرة، لذلك وفي هذا اليوم، نستحضر هذه الذكرى للتضامن مع الذين فقدوا أحبابهم، نشاركهم الألم ونقف بجانبهم لنجدد لديهم الأمل، ليبقى التفاؤل جزءاً من رحلتنا المستمرة، في أن يأتي يوم جديد يحمل معه الشفاء والإعمار.