أطلقت جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية مشروع توفير التعليم الرسمي والغير الرسمي ، في منطقة معرة مصرين بمخيمات الشمال السوري، بدعم من صندوق التمويل الإنساني اوتشا OCHA، ويهدف المشروع لمساعدة الأطفال من خلال تأمين وإنشاء بيئات تعليمية آمنة لهم وحمايتهم من الضياع، بالإضافة إلى خلق فرص عمل للمعلمين.
ولفت “محمد الناصر” منسق مشاريع التعليم الرسمي والغير الرسمي إلى أهمية هذا المشروع حيث تعمل جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية إلى تعزيز الخدمات التعليمية بين الأطفال الذين يعانون من النزوح ونقص فرص التعليم في المناطق النائية بمخيمات الشمال السوري، وأضاف ان الاحتياجات ضخمة ولا يتم تلبيتها جمعياً، حيث نسعى في هذا المشروع للوصول إلى المخيمات التي بحاجة لنقاط تعليمية، وبالتالي يمكن للأطفال حمايتهم من خلال إعادتهم لسلك التعليم حتى لا يصبحوا أميُون بدون تعليم او توجيه، أو ان يصبحوا عرضة للاستغلال في العاملة أو الانخراط في المجموعات المسلحة او إجبار الفتيات على الزواج المبكر.
وأضاف الناصر أن فرقنا في جمعية عطاء عملت على إجراء تقييم لأهم الاحتياجات التعليمية الأساسية في مخيمات معرة مصرين وأن الوضع في المخيمات المستهدفة حرج للغاية حيث تفتقر إلى أي نوع من الخدمات التعليمية، ويرتبط سوء الحالة التعليمية بعدة عوامل منها: نزوح العائلات بشكل مستمر، وعدم استطاعة العائلات إرسال أطفالهم بسبب التكاليف الباهظة، والخوف من إرسال أطفالهم إلى المدارس في المناطق النائية بسبب الأوضاع الأمنية الغير مستقرة، كما يعاني العديد من الأطفال من ضائقة نفسية نتيجة النزوح المتكرر والظروف المعيشية القاسية، لذلك أصبح التعليم حلماً ومطلباً يرغب الأطفال في تحقيقه ليحافظوا على سلامتهم ونسيان الظروف الصعبة والبحث عن مستقبل أفضل لهم.
ووفر مشروع فرص التعليم خمس مراكز تعليمية في مخيمات الشمال السوري، حيث سيستفيد من المشروع أكثر “2988″ طفل من (الفتيات، والفتيان، وذوي الاحتياجات الخاصة) بالإضافة لتوفير فرص عمل لأكثر من 108 موظف (إداريين معلمين ومعلمات)، وقلل المشروع من معدل التسرب والخروج من المدرسة داخل المخيمات المستهدفة إلى جانب تحسين الأوضاع للأطفال وأولياء أمورهم وموظفي التعليم لمواجهة تحديات المستقبل بقوة.
ويركز المشروع على تقديم عدد من الخدمات النموذجية للطلبة والمعلمين أهمها: تقديم المواد التعليمة والقرطاسية للمعلمين والطلبة، وتوفير الكلف التشغيلية للمدارس حيث تشمل (الكهرباء، ومياه الشرب، وشبكة الانترنت)، والمواد اللوجستية اللازمة لسير العملية التعليمية، وإنشاء خدمات صحية من شفط الجور الفنية ونظام الصرف الصحي بالإضافة لإنشاء كتل الحمامات العامة، وجلسات التوعية الصحية في المدارس، وتوفير وقود الشتاء للتدفئة، وتوفير الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، وتوفير الرواتب لأكثر من 108 معلم ومعلمة.
وأشار الناصر إلى أبرز الأنشطة التوعوية التي سيتم تنفيذها حيث تتمثل بحملة العودة للمدرسة للطلاب المتسربين أو المنقطعين عن التعليم بالإضافة لرسائل التوعية في المجتمعات للتركيز على أهمية التعليم والتعلم، وبناء قدرات المعلمين وتدريبهم على الوسائل الحديثة، وتوفير الحقائب والأنشطة الترفيهية لتحسين الصحة الجسدية والعقلية والنفسية للطفل، وتوفير نشاطات الدعم النفسي والاجتماعي، وجلسات اجتماع أولياء الأمور والمعلمين لتحسين مستوى التنسيق ورفع مستوى الخدمة المقدمة وضمان مشاركة المجتمع في صنع القرار، بالإضافة إلى تفعيل آلية الشكاوى لأخذ الملاحظات من المستفيدين لتطوير المشروع، وإنشاء آلية إحالة الأطفال صون وحفظ كرامتهم.
ويُعد الأطفال في مخيمات الشمال سوريا أكثر الفئات تضرراً في المجتمع نتيجة الحرب لاسيما التعليم، في الوقت الذي تحاول فيه جمعية عطاء التغلب على هذه المصاعب، التي تُهدّد جيلاً كاملاً ضعف المستوى التعليمي.
وعملت جمعية عطاء منذ عام 2013 في مجال التعليم كمنظمة إنسانية وتنموية، سواء من خلال بناء المرافق التعليمية والمدارس ومراكز التدريب، أو توفير الكفالات للطلاب والمعلمين.