خسرت منطقة شمال غرب سوريا قرابة ثلثي قدراتها من الثروة الحيوانية نتيجة القصف والأوبئة، لاسيما مرض التهاب الجلد العقدي الكتيل الذي أصاب البقر ليتحول خلال السنوات الثلاثة الأخيرة إلى وباء مما أدى لنفوق العديد من الأبقار.
ان مرض التهاب الجلد العقدي، عبارة عن مرض يسبب كتلًا تظهر تحت جلد الأبقار، يرافقها ارتفاع بدرجات الحرارة وسيلان بالأنف والفم، وتنتقل العدوى بسبب فيروس ينتقل عن طريق الحشرات والبعوض، ومن الممكن علاج الوباء لكن بتكاليف باهظة يعجز معظم المربين عن تحملها.
يؤدي المرض إلى انخفاض إنتاج الحليب وقد يؤدي إلى العقم عند الثيران ومشاكل في الخصوبة عند الإناث. إنه يدمر الجلود ويسبب الوفاة بسبب الالتهابات البكتيرية الثانوية.
سعياً للحفاظ على الثروة الحيوانية، وتخفيف الأعباء عن المربين، أطلقت جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية وبالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة في أواخر العام الحالي حملة لقاح ضد مرض التهاب الجلد العقدي الكتيل LSD للأبقار في إدلب وريفها، والذي يستهدف 15 ألف رأساً من البقر للوقاية من هذا الوباء الذي يسبب نقوق وخسائر كبيرة في الأبقار.
ويتوزع ثلاث فرق من الأطباء البيطريين على مناطق ادلب أريحا وجسر الشغور وحارم ارمناز بداما دركوش احسم الجانودية كفر نبل كفر تخاريم معرة مصرين محمبل ويقوموا بتلقيح الأبقار لكافة الأعمار في هذه المنطقة، كما يقوموا بجلسات توعية للمربين بضرورة اللقاح وخطورة المرض على ابقارهم.
ويساهم المشروع في المحافظة على قطاع الثروة الحيوانية في الشمال السوري، واسترجاع الأصول المنتجة، كما يعزّز إنتاج الغذاء من الحليب واللّحوم، مما يزيد من تواجد هذه المنتجات في السوق المحلّي. إذ تُعتبر منتجات الثروة الحيوانية مصدراً مهماً للعديد من الأسر السورية في تعزيز الصحة والتغذية في هذه المنطقة التي تعاني من النزوح والفقر لما يزيد عن عشرة أعوام.
يذكر أن هذا المشروع يعتبر لفتة نوعية، لأنه يساعد مربّي الثروة الحيوانية، على الاستقرار والاستمرار في تربية حيواناتهم والحفاظ على مصدر رزقهم، والذي تأثر على مدى 12عاماً سابقاً، وفقد مربّو الثروة الحيوانية أصولهم المنتجة، نتيجة النزوح والقصف والتهجير والأوبئة وغلاء أسعار الأعلاف واللقاحات والعلاج البيطري، ما اضطر معظمهم إلى بيع مواشيهم بأسعار زهيدة، من أجل تأمين احتياجات أسرهم.