من بين شتلات الخضار الصغيرة، يقطف العم نشمي أبو عبد الله حبات الثمار والخضروات المنوعة ليتناول طعام ” بنكهة خاصة وزكية” فيها رائحة وعبق الأرض والتربة وغير موجودة بالأسواق.
لم يستطع العم نشمي التخلي عن الزراعة بعد تهجيره من بلده في ريف إدلب الشرقي إلى مخيمات الشمال، فبعد أن كان لديه مساحات واسعة من الأراضي التي كان يزرعها بمختلف المحاصيل من حنطة وبطاطا وبصل وخس وملفوف وغير ذلك، تركها وهجّر منها لمساحة صغيرة جداً
يستيقظ أبو عبد الله كل يوم صباحاً بهمة ونشاط مع شروق الشمس ليسقي شتلات الخضار من فول وخس وبقدونس، ويزيل الأعشاب الضارة، فنسمات الصباح الأولى النقية في الأرض وبين الخضار لها طابع نفسي خاص لدى العم نشمي، فهي تعيد لذهنه أياماً حلوة قد مضت ويتأمل بعودتها قريباً مع عودتهم لديارهم وأوطانهم.
ازدادت الزراعة في مخيمات الشمال السوري بشكل ملحوظ في الآونة، وذلك يعود غالباً لاهتمام سكانها بالحصول على الخضار الطازجة وتقليل تكاليف المعيشة اليومية التي أصبحت مجهدة لهم، إضافة لتنقية الهواء وتخفيف الخبار في المخيمات الجبلية، إلّا أن المياه وصعوبة توفيرها تحول دون التوسع بذلك.