يحتفل العالم اليوم 24 كانون الثاني/يناير 2023 للمرة الخامسة في اليوم الدولي للتعليم، تحت شعار “إيلاء الأولوية للتعليم كوسيلة للاستثمار في البشر”، باعتبار أن التعليم هو حق إنساني لجميع البشر في العالم، ومنفعة ومسؤولية عامتين.
إلا أن مسؤولية العالم تجاه التعليم ليست بالمستوى المطلوب لا سيما في سوريا، كل شيء هنا بني على عجل، فالطلاب الذين حالفهم الحظ بالتعليم، مكدسون في فصول لا تتسع لأكثر من 20 طالبا، أما الذين لا يجدون فرصة على المقاعد يفترشون الأرض، معلنين بوضوح حرصهم الكبير على التعليم رغم شح الإمكانات.
على وقع المعاناة في هذا المخيمات، ثمة أمل يلوح في الأفق بنظر هؤلاء الأطفال، فرغم غرابة الأوضاع وانعدام إمكانيات التعليم يحرصون على الحضور للمدرسة على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم، إلّا أن هناك الملايين ممن حرموا منه في سوريا، فالتشرد والنزوح وضيق الأحوال الاقتصادية أجبر العديد منهم للاتجاه نحو العمالة لتأمين لقمة العيش وإعانة عائلاتهم.
عملت جمعية عطاء مع شركائها من خلال عدة أنشطة للحفاظ على الطلاب من التسرب وحث المنقطعين على العودة إلى صفوف الدراسة، واستيعاب أكبر عدد ممكن في مدارسها ضمن مشاريعها التعليمية، من خلال تخفيف الأعباء عن الأهل ومساعدتهم، إضافة لتوزيع الحقائب والقرطاسية على الأطفال ومتابعة الحلات الخاصة، والمناقشة الدورية لأهم الاحتياجات والعقبات أمام التعليم.
يذكر أن في سوريا أكثر من ثلاثة ملايين طفل غير ملتحقين بالمدرسة، منهم أكثر من 800 ألف طفل سوري لاجئ في دول الجوار ومليونين في الداخل السوري، و180 ألف موظف من العاملين في سلك التعليم تركوا العمل، و2 من كل 5 مدارس لا يمكن استخدامها، بحسب تقديرات اليونيسف، أمّا في الشمال السوري بالتحديد هناك أكثر من 44 بالمئة من الأطفال خارج المدرسة، بحسب دراسة أجرتها وحدة تنسيق الدعم السورية مع 22 منظمة إنسانية.