دراسة عن تأثير السكن في مخيمات النزوح على الصحة النفسية وجودة الحياة للنازحين في الشمال السوري
ملخص الداراسة:
هدفت الدراسة الى التعرف على مستوى أعراض اعتلال الصحة النفسية وجودة الحياة وأبعادهما لدى النازحين الناتجة عن السكن في مخيمات النزوح في مخيمات الشمال السوري، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي والتحليلي. تكونت عينة الدراسة من (300) مستجيب منهم (140) ذكراً و (160) أنثى.
لتحقيق أهداف الدراسة تم اعتماد مقياس الصحة النفسية المكون من (90) عبارة، ومقياس جودة الحياة المكون من (26) عبارة، المصممين من قبل منظمة الصحة العالمية وتم التأكد من دلالات ثباتهما وصدقهما ومناسبتهما لعينة الدراسة.
أظهرت النتائج أن أعراض اعتلال الصحة النفسية لكامل عينة الدراسة جاءت عند مستويات مختلفة، ومرتبة حسب انتشارها كما يلي: الاكتئاب، والوسواس القهري، والأعراض الجسمانية، والبارا نويا، الحساسية الشخصية، والقلق، والعداوة، والفوبيا، والذهانية. وكان أكثرها انتشاراً الاكتئاب عند مستوى متوسط، يليه الوسواس القهري، وأقلها انتشاراً الأعراض الذهانية عند مستوى منخفض.
بينما كانت نتائج جودة الحياة لكامل العينة عند مستوى متوسط، ومرتبة حسب انتشارها كما يلي: الصحة العامة، والعلاقات الاجتماعية، والصحة الجسمية، والصحة النفسية، والجودة الشاملة للحياة، والصحة البيئية. كان أكثرها انتشاراً الصحة العامة عند مستوى متوسط، وأقلها انتشاراً الصحة البيئية عند مستوى منخفض.
أشارت نتائج دراسة أعراض الصحة النفسية إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الإناث والذكور. حيث جاءت أعراض اعتلال الصحة النفسية أعلى عند الإناث. كما لم تظهر فروق إحصائية بين فئات العمر والحالة الاجتماعية ومدة الإقامة في المخيم للنازحين وحالة العمل. بالمقابل، أظهرت النتائج فروقاً إحصائية واضحة بين فئات مستوى التعليم. حيث كانت فئة الذين حصلوا على تعليم في المعهد هي الأعلى.
أشارت نتائج جودة الحياة إلى وجود فروق إحصائية بين الذكور والإناث، وإلى تفوق الإناث على الذكور. أيضاً، تبين وجود فروق إحصائية ملحوظة بين العاملين والعاطلين عن العمل.
فقد سجل العاملون جودة حياة أعلى من العاطلين عن العمل. ظهرت أيضا،ً فروق إحصائية بين الفئات العمرية في جودة الحياة، حيث كانت أعلى الفئات هي الفئة العمرية (أقل من 18 سنة). كذلك وجود فروق بين فئات الحالة الاجتماعية. لم يلاحظ وجود فروق بين متوسطات مدة الإقامة بالمخيم. بينما توجد فروق إحصائية بين فئات مستوى التعليم. أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق في قيم أعراض اعتلال الصحة النفسية تعود لمكان الإقامة، حيث كانت قيم أعراض اعتلال الصحة النفسية أعلى في مخيم الزيتون في أعزاز، ثم مخيم الحياة الجديدة في الباب، في حين كانت أقل قيمة في قرية عطاء. كما أشارت النتائج إلى وجود فروق في جودة الحياة تبعاً لمكان الإقامة، حيث كانت الأعلى في قرية عطاء، يليها مخيم الزيتون في أعزاز، ثم مخيم الحياة الجديدة في الباب.
أشارت النتائج إلى وجود فروق في الصحة العامة تبعاً لمكان الإقامة، حيث تبين أن قيم الصحة العامة كان الأعلى في قرية عطاء، يليها مخيم الزيتون في أعزاز، في حين كانت القيمة الأقل في مخيم الحياة الجديدة في الباب.
كذلك بينت النتائج وجود فروق بين الجودة الشاملة للحياة حسب مكان الإقامة، حيث كانت أعلى في قرية عطاء، يليها مخيم الزيتون في أعزاز، ثم مخيم الحياة الجديدة في الباب. تبين عدم وجود فروق إحصائية في أعراض الصحة النفسية تبعاً للتفاعل بين كل من فئات النوع والحالة الاجتماعية. بينما تبين وجود علاقة ارتباط عكسية ومتوسطة بين أعراض اعتلال الصحة النفسية وجودة الحياة، حيث ظهر معامل الارتباط بقيمة (-0.382)، هذا يشير إلى أنه مع تدني مستوى جودة الحياة، ينخفض مستوى اعتلال الصحة النفسية لساكني المخيمات، والعكس صحيح. وتبين وجود علاقة ارتباط عكسية عند مستوى متوسط ودالة إحصائياً بين أعراض اعتلال الصحة النفسية وجودة الحياة لكلا الجنسين.
وكان معامل الارتباط عند الذكور أعلى مقارنة بالإناث. تظهر النتائج أن جودة الحياة تسهم في تفسير حوالي (14.6%) من التباين في أعراض اعتلال الصحة النفسية، كما جاءت (β) بقيمة (–0.391) دالة إحصائياً، هذا يعني أنه كلما تحسنت ظروف جودة الحياة بمقدار وحدة واحدة انخفضت أعراض اعتلال الصحة النفسية بمقدار (0.391) وحدة. كذلك أشارت النتائج إلى وجود إسهام وتأثير لجودة الحياة على أعراض اعتلال الصحة النفسية لكلا الجنسين. عند الذكور، جاءت(β) بقيمة (–0.503) دالة إحصائياً، هذا يعني أنه كلما تحسنت ظروف جودة الحياة بمقدار وحدة واحدة انخفضت أعراض اعتلال الصحة النفسية بمقدار (0.503) وحدة. أما عند الإناث، جاءت (β) بقيمة (–0.345) دالة إحصائياً، هذ يعني أنه كلما تحسنت ظروف جودة الحياة بمقدار وحدة واحدة، انخفضت أعراض اعتلال الصحة النفسية بمقدار (0.345) وحدة. في ضوء هذه النتائج خلصت الدراسة إلى ضرورة توعية النازحين حول أعراض اعتلال الصحة النفسية وجودة الحياة وأثرها على سلامة صحتهم العامة وجودة حياتهم. وكشفت النتائج أن جودة الحياة تسهم بطريقة دالة إحصائياً في تفسير الاختلافات في أعراض اعتلال الصحة النفسية لدى النازحين.