بيان صحفي
استشهاد ثمانية أطفال نازحين في استهداف صاروخي لأقصى المخيمات الحدودية
21-تشرين الثاني-2019
مخيم قاح القديم- ريف إدلب الشمالي
استشهد ثمانية أطفال نازحون في مخيم قاح القديم في أقصى المخيمات الحدودية مع تركيا ليلة الأربعاء 20 تشرين الثاني، بالإضافة الى سقوط عشرات المدننين من النازحين وجرح آخرين إثر استهداف المخيم بصاروخ عنقودي شديد الانفجار في الساعة السابعة والنصف مساء بتوقيت سوريا، أدّى إلى احتراق 60 خيمة على الأقل من خيام النازحين و خراب كبير فيها، وشوهدت بعض الجثث متفحمة وذلك حسب الإحصائيات الأولية للمجلس المحلي لمدينة قاح الواقعة في أقصى الحدود السورية التركية في ريف ادلب والتي تعد من المناطق الآمنة نسبياً في شمال سوريا.
ثلاثة أطفال هم الطفلة نورة والطفلين جمال ويوسف ، جميعهم دون سن ال11 عام كانوا يكملون تعليمهم في مدرسة الأمل في المخيم والتي تدعمها جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية، حيث توفر المدرسة خدمة التعليم لأكثر من 450 طفل، هؤلاء الأطفال شهدوا ليلة مرعبة وعانوا آلام الحروق والإصابات حتى فارقت أرواحهم أجسادهم الغضة، و يصادف هذا الفعل ذكرى اليوم الذي أُقرّت فيه اتفاقية حقوق الطفل في إعلان عالمي منذ 30 عام مضت!
ونُقل معظم الضحايا من القتلى والجرحى إلى مشفى النسائية والأطفال الواقع ضمن نفس المخيم والذي تضرر أيضاً من القصف، حيث اكتظّ بأعداد الإصابات وسط الذعر وهول الفاجعة الذي أحاط بسكان المخيم ككل. كما تم إخلاء العائلات الناجية من المخيم بعد الحادثة بمساعدة فرق الدفاع المدني خوفاً من خطر بقايا الاسلحة غير المتفجرة التي يحتمل أن تخلف ضحايا آخرين، وتم البدء بإجراءات دفن الشهداء والوقوف مع ذويهم.
كما تم تعليق العمل في مدرسة الأمل في المخيم إثر سوء الوضع الأمني في المخيم حتى الاشعار بتقييمه أمنيآ والقدرة على المتابعة من جديد لضمان سلامة الفريق الميداني والطلاب وخوفاً من تكرار القصف ووجود القنابل الغير متفجرة.
و يشار إلى أن هذا المخيم قد ضم أول مركز صديق للطفولة منذ عام 2013 وأصبح المتنفس الوحيد لأطفال المخيم وكان لأغلب النازحين في المنطقة الرغبة في السكن بهذا المخيم رغبة بالقرب من المدرسة النموذجية التي تقدم جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية خدمة التعليم فيها منذ عام 2016 وحتى اليوم.
وذكر السيد محمد المنصور مدير مدرسة الأمل في مخيم قاح: إن أغلب الإصابات كانت من النساء والأطفال ومعظمهم طلاب مدارس، وأن الحادث مفاجئ أدّى لهلع ورعب خاصة أنه في مكان لا يتوقع فيه القصف عادة، وقع فيه الاهالي بحيرة شديدة لأن المكان غير مجهز بملاجئ او اماكن للحماية في حال تكرر القصف، أغلب الأطفال نازحون هنا منذ سنوات حتى أن منهم من وُلد و عاش هنا ولم يحدث أن شهدوا مثل هذا القصف من قبل، لقد كان صادمآ ومروعآ جداً!!
ونوهت فرق الجمعية الميدانية وفق التقييم الأولي بعد الحادثة أن وقوع الإصابات والشهداء بين صفوف طلاب المدارس له أثر شديد وصادم على بقية الأطفال والطلاب خاصة الرفاق منهم والأقارب، وليس من المتوقع مع الأسف أن يستطيع الناس مغادرة المخيم لأنه احتمال بعيد، خاصة إن المخيم كان خيارهم الوحيد المتبقي وهو أبعد مكان في الشمال السوري.
و قد ناشدت جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية المجتمع الدولي باتخاذ أشد التدابير لوقف الانتهاكات تجاه الأطفال والنساء والعائلات النازحة في الخيام و دعت لتوفير الحد الأدنى من حقوقهم الأساسية وهي الحياة والأمان والصحة والغذاء، والوقوف الى جانبهم في مصابهم هذا، والالتزام باستمرار دعم وصولهم للمساعدات الإنسانية بكرامة وأمان. كما ناشدت لجنة التحقيق الخاصة بتحييد المنشآت الإنسانية من القصف بمتابعة توثيق هذه الانتهاكات ورفعها إلى أصحاب القرار بأقرب وقت ممكن ليتم محاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال التي ترقى لتكون جريمة حرب و جرائم ضد الإنسانية.
رابط الميديا :
https://www.dropbox.com/sh/vfp0lp69nndqv9j/AAD5u26PRu1SxTa-PxfxrXUsa?dl=0